طلال أستاذ الفنانين .. و علاقتي به أكثر من فنية

صحيفة الجزيرة الخميس 5/ربيع الثاني/ 1400 هـ الموافق 21/فبراير/1980 م إشراف محمد التونسي و سمير الدهام

تنويه : هذا الحوار هو جزء من حوار تم مع طلال مداح و محمد عبده بعنوان (28800 ثانية مع طلال مداح و محمد عبده) الجزء الخاص بطلال مداح كان قبل هذا الحوار بأسبوع و سوف يتم نقله و نشره في المستقبل القريب بأذن الله

  • في البداية نتحدث عن الإمكانيات المتعددة التي يملكها الفنان محمد عبده اكثر من غيره من الفنانين .. من خلال تلك الإمكانيات. ماذا حقق محمد عبده للفن السعودي خاصة و الفن العربي ككل ؟ 

في الواقع ليس هناك إضافات بمعناها المفهوم ولكنها تجارب سبق ان كررها غيري و كانت بالنسبة لي تجارب بعضها ناجح و يمكن ان يكون الجديد في تجربتي بطريقة اللباس أداء الاغنية بلباس جديد من حيث ابراز الكلمة و إخراجها من خلال اللحن 

  • من خلال تحسس محمد عبده للذوق الجماهيري في المملكة و على مستوى السامعين في الوطن العربي هل استطاع محمد عبده ان يكون القناعة التامة لدى جمهوره للوقوف معه في يوم من الأيام ؟ 

لا شك ان الحافز الأساسي و المهم للفنان هو اقدام الجماهير على سماعه و هذا دافع مهم جدا 

  • صف جمهورك ؟ 

هو في الواقع الان اغلبيته من محبي الألوان الشعبية و البعض الاخر من محبي لون التطريب 

  • يقال بأن الجمهور لدينا تعود على سماع الرتم السريع و لهذا اذا قدمت اغنية جديدة من نوع مغاير نجد انه لا يتقبلها بذلك الحجم الذي يحصل فيما لو قدم الأغاني من النوع الاخر ؟ 

هذا صحيح حيث مرت فترة كانت مرتبطة بالوقت نفسه كان طابعه السرعة و بالتالي لابد و ان ينعكس على الأغاني و الموسيقى لتكون مواكبه لأننا وجدنا الشباب يحب ان يسمع شيئا سريعا و الان بدأنا في التطريب السريع بمعنى اننا كيف نستطيع ان نحد من انتشار الاغنية الشعبية الفقيرة و التي من سماتها السرعة .. فبدأنا بإدخال الموسيقى المعبرة و بالتالي نكون قد اوجدنا ناحيتين مهمتين في الأغنية و هي انك تستطيع ان تسمع الى اغنية فيها تطريب و جمال موسيقي و معبر و ذو أحاسيس و من جانب اخر انك تستطيع سماع لحن راقص و سريع يواكب سرعة العصر 

  • و يسوقنا سؤالنا هذا الى سؤال اخر .. و هو تجربة محمد عبده مع الاغنية الطويلة ؟؟ 

في الواقع عملت أغاني كثيرة طويلة المعروف ان الاغنية الطويلة الان أصبحت هي التي تتراوح مدتها من العشر دقائق الى النصف ساعة .. و انما تأتي بمراحل مثلا اغنية ذات كوبليه واحد .. و هذه لا تعتبر من الأغاني الطويلة .. مع العلم انها قد تتجاوز العشر دقائق و بها مقاطع مختلفة .. اما الاغنية الطويلة فهي التي تحس انها تأخذك بالتدريج من حسن الى احسن الى احسن و هذه مطلوبة الان 

  • يلاحظ انك تؤدي الموال بحرية .. و هذا قد يخرج بك من المجس “القاعدة” الى الخلط فيها ما رأيك في هذه النقطة ؟ 

الموال او المجس يقال بحرية المطرب و الموال ليس له قاعدة .. بعكس المجس الذي له قاعدة أساسية منها .. المشق و المحط و التحبير .. و قد نلاحظ “الجسيسه” القدامى مثل سعيد أبو خشبه يقول المجس بشكل تطريبي و جميل مع شيء من التصرف بحيث يعطي له رونق جميل جدا اما بالنسبة لمطربينا الان الذين يغنون فن المجس فهم يقولونه بشيء من التصرف ضمن اطار القاعدة الأساسية التي ذكرتها انفا اما بالنسبة للتلحين فكل فنان يعمل في وسط المجس و يعمل ما تجود به قريحته في نفس الوقت 

  • الا ترى ان الالتزام بمجس معين في الموال في الاغنية يعطي صبغة او جمالا معينا للاغنية السعودية و بالتالي يميزيها عن باقي الاغنيات العربية ؟ 

هذا صحيح و لكن الذين كانوا يقولونها سابقا الان اصبحوا غير موجودين و لذلك اعتقد بأن هذه امانة في رقبتنا يجب ان نحافظ عليها ولابد من ابرازه في شتى المجالات و يقال مع بداية كل اغنية !! 

  • هل حقق محمد عبده من خلال مؤسسته الفنية خدمة معينة للفنانين ؟ 

الخدمة التي حققتها المؤسسة تعتبر جهودا متواضعة و الإخوان الذين يستفيدون من الإنتاج الخاص و الزملاء الذين يعملون مع الإذاعة او التلفزيون .. و الإذاعة بشكل خاص فأعتقد بأن المؤسسة استطاعت تقريبا ان تحفظ للإخوان ولاسيما الذين يتعاملون مع الإذاعة شيئا من الإنتاج السنوي المستمر فتجد مثلا ان كثيرا منهم لا ينتجون لسبب انهم يعملون في الإذاعة فجاءت المؤسسة و استطاعت تحريك تلك العناصر و اخذت منهم انتاج و في نفس الوقت تقدمه 

  • معروف ان هناك معاناة في الوسط الفني يعاني منها معظم الفنانين .. و هي الافتقار للفرقة الموسيقية السعودية المتكاملة العناصر و القدرات و الفنيات ؟؟ 

في الواقع هناك كلام كثير عن عدم وجود فرق و عدم تجديد الفرق الموجودة في الإذاعة مع العلم ان عددهم لا يتجاوز ١٤ عازفا فقط في حين ان وجود فرقة متكاملة شيء مهم في دولة عربية و تغني عن السفر الى الخارج من اجل عمل بعض الاعمال موسيقية او غنائية .. ولا تنسى ان الفرقة الموجودة لدينا من حوالي ١٢ سنة ولا بأس بها ولو انه ينقصها بعض الشيء في التكوين من ناحية الآلات العصرية .. 

  • اذن ماهو الحل ؟ 

في الواقع الحل لابد ان يأتي من قبل وزارة الاعلام فقط .. و يظهر ان وزارة الاعلام لا تريد الى الآن ان تجدد و تنظر الى هذه المشكلة 

  • “محمد عبده” هو المستفيد الأول من هذه الفرقة – لماذا لم يفكر بطريقته الخاصة ان يسدد جوانب النقص فيها ليستفيد هو و يفيد الاخرين ايضا ؟؟ 

انا اتعاون معهم على مستوى النطاق الموجود انما لا استطيع ان استقدم عناصر فنية لسد النقص الموجود و هذا الامر متروك لجهة رسمية كالإذاعة مثلا .. 

  • و هل نستطيع معرفة دور الجمعية في هذا المجال ؟ 

الجمعية في حد ذاتها تنمي المواهب السعودية و لو انه من المفروض ان يكون هناك كفاءات على مستوى يشرفون على المواهب الموجودة في مجال التدريس و بالتالي يساهمون في سد النقص الذي تعانيه الاعمال الفنية الخاصة 

  • هل وجدت الكفاءة الموسيقية التي تستطيع ادارة دفة التدريس في الجمعية 

في الواقع و حسب ما يروى لي بعض الزملاء ان منذ فتح باب التعليم للطلبة الموجودين لدراسة الموسيقى في الجمعية بدأ العدد يتضاءل بالنسبة للدراسة بمعنى اننا لم نعمل أي شيء بالنسبة لبدايتنا. و الحاصل الان ان الكل يحاول ان يبدأ بالإمكانيات الموجودة لديه و لكن عندما يلزموا بحصص او بتدريبات معينة فسنجد ان الاقبال على هذه التدريبات يقل كثيرا و هذا عائد للظروف الخاصة فقد تكون عملية او ارتباطات معيشية صعبة .. 

  • ماهو الجديد في اعمال محمد عبده؟ 

ليس هناك اعمال جديدة غير الاعمال التي قدمتها في الصيف الماضي .. و لكنني في مرحلة صياغة بعض الاعمال التي يلزمها فترة لكي تخرج للجمهور .. 

  • الاغنية في أي منطقة لها “هوية” و هوية الاغنية كما هو معروف “الفلكلور” فالأغنية السعودية الى جانب الفلكلور، هل هناك اغنية تحمل الهوية السعودية ؟ 

طبعا .. فالكلمة تحمل الهوية .. و اللحن أيضا فلابد ان تكون هناك ميزة تدل على ان الاغنية سعودية 

  • و بالنسبة للالحان .. مجد ان معظم الالحان مشوبة بالايقاع المصري .. ماهو تعليقك؟ 

في الواقع لا توجد لدينا أغاني تحمل الإيقاع المصري اطلاقا .. و يمكن ان أقول انه من خلال تجربتي و محاولاتي لتقديم هذا اللون فشلت في تقديمه فليس هناك أي مزيج من الأغاني المصرية السعودية .. ولو اننا اصبحنا الان نطالب ليس بالأغنية السعودية فقط وأصبحت مسئوليتنا ليس بالأغنية المحلية – بدليل اننا بدأنا نسمع و اصبح الناس يحبون سماعنا في الوان عديدة و لذلك بدأنا نطور و نخرج من الإمكانيات الموجودة لدينا ليسمعها العالم و يمكن ان يكون التطوير الموسيقى الحاصل في اغنياتنا هو الجديد 

  • في حديث سابق مع الأمير الشاعر البدر بن عبدالمحسن في هذا الملحق قال : بأن اغنية “في الجو غيم” استفادت من “ابعاد” اكثر من تأتي بشيء جديد ؟؟ 

هذا بالفعل صحيح .. لأن “في الجو غيم” هي في نفس جو “ابعاد” بمعنى ان ابعاد هي الأصل في اللحن و الجو غيم نسخة من نفس اللحن و هي فعلا لم تأت بشيء جديد عدا الكلمات فالصورة تختلف .. ولو ان ابعاد اقوى من كلمات الجو غيم 

  • منطلق شهرة “محمد عبده” ؟ 

في الواقع انطلاقاتي كثيرة فكل انطلاقة تعطيني “حجم” معين .. فأستطيع القول بانني اول ما بدأت من خلال “الأسطوانة” قبل الإذاعة و التلفزيون كانت لي انطلاقات من خلال الأسطوانات و عندما بدأت في الإذاعة و التلفزيون كذلك كانت هناك انطلاقات … الى ان جاءت حفلات القاهرة لما في الاعلام المصري من إمكانيات تعطي المواهب حقها و تبرزهم و من هنا استطيع القول انها كانت هي بدايتي الحقيقة من خلال الاغنية 

  • حول الأغنية الخليجية .. من الملاحظ ان اغانيك والتي كتب كلماتها شعراء كويتيون نجد انها تبرز اكثر في المنطقة من الأغاني التي كلماتها شعراء من هنا .. الى ماذا نعزو هذه الظاهرة ..؟ 

في الواقع ان عطائي محدود في هذا المجال فالأغاني التي قدمتها لشعراء كويتيين قليلة منها ابعاد .. و نسيتيني .. و اوحشتنا .. و ماكو فكه .. و الجو غيم .. و لكن اعتقد ان اتجاه الناس لمثل هذا اللون بالنسبة لي اكثر من غيري يمكن يكون لوجود سمات معينة في الأداء .. فالأغنية الخليجية لونها معروف و لكن كونها تنتشر بصوتي فاعتقد انه عائد كما ذكرت لوجود شيء جديد في الأداء 

  • اذا ليس للشعر دور هنا ؟ 

لا اعتقد ذلك لان هناك كلمات لشعراء سعوديين اقوى من الكلمات لشعراء كويتيين .. فالتجديد في الأداء هو الأساس في بروزها .. 

  • و عن قلة العطاء الشعري المغنى ؟

في الحقيقة نعم يوجد “شح” في الكلمة الجيدة .. و في الواقع فالأغنية او الكلمة مرت بفترة اسهاب كثير و أصبحت هناك الوان كثيره و بدأ الكاتب يبحر في التأليف و اما الان فقد هدأت العواطف قليلا فأصبح لزاما ان تكون الاغنية التي تخرج الان قوية في معانيها 

  • علاقتك الحالية بالفنان طلال مداح ؟ 

هي في الواقع علاقة صداقة قبل كل شيء الأستاذ طلال تربطني به صداقة اكثر من فنية منذ حوالي ١٠ سنوات تقريبا .. و كما هو معروف ان طلال أستاذ الفنانين فكان أيام زمان الفنانين يجتمعون عنده ليسمعون بعض انتاجهم .. و كنت انا احضر فقط “لطلال الشخص” كصديق له و لنا ذكريات عديدة كذا في سفرتنا لبيروت قديما .. فهي على مستوى كبير من المحبة و الاخوة 

  • لماذا لا ينعكس ذلك على فنكما ؟ 

احب ان اشرح هذه النقطة بشيء من التفصيل فالكل يعلم بأن طلال ملحن مغني وانا في نفس الوقت ملحن و مغني فالأولى بالواحد منا ان يقدم اللحن بصوته بل يرغب في ان يسمع الناس لحنه بصوته لأنه يطبع احساسه من خلال أدائه هو للحنه 

  • طلال سبق و ان قال في لقاء اجري معه الأسبوع الماضي .. في هذا الملحق ان التسابق نحو الأفضل هو نقطة الالتقاء بيني و بين محمد عبده .. ما تعليقك على هذا القول ؟ 

طبعا هذا لا شك فيه .. و كما قلت سابقا بان هناك علاقة صداقة بيني و بين طلال و لعل وجودكم معنا و طلال موجود بيننا هو جزء يسير من صداقتنا و اكبر دليل على العلاقة التي تربطنا جميعا .. و اعتقد بان كل ما يقال حولنا هو مجرد اشاعات مغرضة تحاول وضع فجوات بين الفنانين .. 

  • لماذا لم تحصل بادرة من قبلك او من قبل الفنان طلال مداح لتقديم لحن احدكما للآخر ؟ 

في الواقع قد يحصل ان نجلس مع بعض تماما كجلستنا هذه و نخرج بلحن اقدمه له او يقدمه لي فالمسألة ليست عملية مقصودة بقدر ماهي عدم وجود الوقت المناسب للاجتماع لإنتاج عمل فني 

  • و عن مسألة ابتعاد الفنان عن الوسط الفني فترات قد تطول .. لا يقدم اي انتاج يذكر .. رأيك في هذا الموضوع ؟ 

في الحقيقة فأن كل فنان قد تمر به فترات يحتاج او يحس انه بحاجة الى انعزال و فترة راحة حتى من اقاربه من الناس .. و هذه كما قلت تحصل لأغلب الفنانين لربما هي نتيجة عوامل نفسية يتركها الفن في حياة الفنان .. و لربما اذا طالت هذه الفترة تنعكس على معاملته مع الآخرين بمعنى انه يرغب في إعطاء هاله معينة حول شخصيته و فنه. هذا شيء ثم بعد النظر في إيجاد البطانة حول الفنان بمعنى انه يوجد اشخاص يلتفون حول الفنان و يبدؤون في الكيل له من كلمات المديح كقولهم انت فنان .. و انت قمة .. و انت الوحيد النجم في هذه الساحة و الباقون ليسوا في المستوى الذي يجب وضعهم في الاعتبار و هذه عوامل قد تبعد الفنانين من بعضهم أحيانا و هذه الظاهرة مرننا بها في العشر سنوات الماضية و لعلنا نلاحظ الانقسامات الحاصلة في الوسط الفني و بيعانوا منها أيضا في الجمعية ولو ان زملاءنا الموجودين يحاولون تكتيف هذه الظاهرة ..

  • بوجود الاستاذ الفنان “محمد حمزة” يحضرنا الان سؤال حول التمثيل .. و هو لماذا لا لم يحصل حتى الان اي تعاون فني بين الممثلين و المطربين لتقديم عمل تمثيلي غنائي مشترك ؟ 

لم يسبق و ان عرض علي مثل هذا وانما لو عرض مثلا أي نص و يلائم امكانياتي التمثيلية المتواضعة فلا مانع .. و أتمنى ان يبرز لي عمل تمثيلي في رمضان القادم 

  • زواج “محمد عبده” هل اوجد نقطة تحول في مسيرته الغنائية ؟ 

تحول .. لا اعتقد انما حدث شيء من الاطمئنان العاطفي بالنسبة للحن و الأغنية .. و المعروف ان أي عمل فني جديد يحتاج الى نبش عواطف و قد يكون هذا الشيء ينطبق علي انا كفنان فقد كنت في السابق انتج انتاجا متواصلا و طبيعي فيه من الجيد و الوسط و المقبول ام الان فاعتقد بان الوضع قد تغير خصوصا من مرحلة اغنية حبيبتي ردي سلامي و الى هذه الفترة 

  • و حول ذكر كثرة الإنتاج الذي قدمه محمد عبده في فترة من الفترات الا تعتقد بأن ذلك قد اثر على مستوى انتاجك و طويت بعض اعمالك قيد النسيان 

اعتقد انه يجب ان يكون ذلك لان الألوان الغنائية كثيرة في المملكة فعندما اقدم اربع او خمس او حتى عشر أغاني في السنة فأنني اقدمها بألوان متفاوتة أولا .. او بتعبير اصح فانا اقدم اغنية للموسم و الباقي للاستهلاك العادي 

  • نلاحظ وجود مكتبة صغيرة الى جانب محمد عبده هل يعني هذا انه قاريء من الدرجة الممتازة ؟ 

في الواقع هي مسألة فراغ وانا اقرأ الأشياء التي تخص بالدرجة الأولى جوانب الادب و الشعر و الفن .. و اركز على الأشياء المتنوعة و المختصرة .. 

  • “مالي و مال الناس” اغنية قيلت في فترة زواجك .. هل هي بالفعل تحكي واقعك في حياتك الزوجية .. ام ماهو تفسيرك لذلك ؟ 

هي في الحقيقة جاءت كما ذكرتم في فترة زواجي .. و لكنها لم توضع خصيصا لهذه المناسبة انما هي الصدف .. و هناك كثير من الأغاني التي ظهرت في تلك الفترة فيها شيء من الموافقة مع الحدث 

  • ثروة محمد عبده هل تكشفها لقراء الملحق .. و ان كان ذلك تدخلا في شئونك الخاصة ؟ 

أولا انا بدأت و ليس في عائلتنا أي انسان “ثري” او حتى يملك شيء يذكر .. فقط يمكن القول بأن “اخوالي” و هم في اليمن يملكون ثروة معينة و هي لا زالت الى الان هناك .. اما والدي فلم يترك لي ورث فبدأت انا من الصفر تماما و اسرتي تكاد تكون معدومة و فقيرة .. و عندما اتجهت للفن كان ممارسو الفن في ذلك الوقت شبه شحاذين او بمعنى اصح كانوا يتاجرون بفنهم من اجل الحصول على لقمة تلك الفترة و اعتقد بانها لا زالت موجودة في نظر كثير من المجتمعات فأنا أقول بانني لم اختر هذا الطريق انما هو الذي اختارني و سرت عليه و لم يكن لدي أي تفكير مادي او ان احقق من خلاله مكاسب معينة خاصة وانا اعرف مصير الذين سبقوني في هذا المضمار .. ثم بدأنا من هنا نتعرف على أوجه الفن و نشق طريقنا كفانين نستطيع ان نعيش من خلال ما نقدمه من انتاج و أغاني و كنت ولا أزال الى الان ان كل ما يدخل علي من الفن اصرفه في مجال الفن الى ان جاءت فترة من الفترات كانت والدتي تقتطع من كل المبالغ التي احصل عليها  من انتاجي و هذا دون علمي و اشترت قطعة ارض و كنت في الواقع لا ادرك ان الدنيا ستصبح بهذا الشكل و لم اكن راضيا في السابق عن الشراء .. و لكن مع الزمن اقتنعت و اجبرتني هي على بناء الأرض و بالفعل تحقق و اصبح لنا هذا المسكن .. بعدها اخذنا الموضوع بجدية و سارت الحياة مسارا اخر .. حيث اقتنعت بان الفن ليس له مجال الا ان يبقى الفنان هاويا فقط 

  • اذن انت الى جانب قول عبدالله محمد عن الفن حين قال في حديث سابق للملحق بان نهاية الفن جوع ؟؟ 

بالفعل هذه هي النظرة التي قلت عنها و اكدتها عائلتي من قبل .. و عبدالله محمد فنان عايش و كابد قبلنا بمراحل من السنين عديده جدا 

  • و الان ..  ماهي النتيجة ؟ 

الان بدأت اركز و اوجد لي دخل ثابت بدون ان احتاج الى الفن 

  • اقل اجر تلقيته و اكبر اجر ؟ اين كان و كيف ؟ 

اقل اجر تقاضيته في حياتي كان ٣٠ ريال في مكة 

  • الأغنية التي قدمتها ؟

لا اذكر لأنها تقليد.. 

  • هل بدأت تقلد؟

طبعا لاشك فالفنان الذي يقول بانه لم يحاول التقليد هو فنان مجامل.. 

  • من اكثر من قلدت ؟ 

اغاني الاستاذ طارق عبدالحكيم 

  • نعود مره اخرى الى اكبر اجر تتقاضاه الآن ؟ 

اكبر اجر اتقاضاه الان في الحفلات هو اجر ثابت ٥٠ الف ريال و هذا حصل منذ سنتين تقريبا 

  • بماذا تفسر سفر بعض الفنانين الى اوربا .. لاقامة الحفلات هل هو غرض مادي ام لنشر الاغنية العربية ؟ 

طبيعي نحن نسافر لنشر الاغنية أولا.. ثم انها هي البديل الوحيد للقاهرة التي أصبحت الظروف السياسية تتحكم في مصير الفن فيها .. و كان سابقا في بيروت حيث تعرضت للأحداث و للمعلومية فجو أوروبا الان اصبح شبه عربي 

  • و هل نجحت رحلتك الأخيرة للندن؟ 

في الواقع كانت التجربة لا بأس بها

  • رأيك في الصحافة الفنية ؟ 

الصحافة الفنية الآن أصبحت جيدة 

  • من اي ناحية ؟

من ناحية ان مجال النقد تركز الان .. و هذا ما كنا نطالب به في السابق .. حيث كانت هناك بعض الأقلام تقسو على الفنان كثيرا و تتحدث في جوانب شخصية من حياته و اموره الخاصة ..

  • هل لا زلت عاتبا على الصحفيين ؟ 

في الواقع انا شخصيا كنت بالنسبة للأشخاص الذين عتبت عليهم في ذلك الوقت اتحدث دائما في حضورهم .. و انشر ردودي عليهم تماما كما يفعلون 

  • بالنسبة لمشاركتك في العيد الوطني في الكويت الشقيق .. كيف جاء و ما الهدف منه ؟ 

في الحقيقة هناك المركز العربي للأعلام في الكويت اسند له هذا العام إقامة الحفلات الخاصة بالعيد .. و قد رشحني المركز ضمن المشتركين في تلك الحفلات 

اما الهدف فواضح حيث ان مسئوليتنا الان هي نشر الأغنية العربية فهي لا تتركز على الأغنية السعودية فقط لأنها اخذت مجالها في العالم العربي فمهمتنا أصبحت اشمل و هذا هو الهدف من ذلك 

  • و عن الطفولة .. ماذا قدم محمد عبده لـ”نورة” و زميلاتها و للطفل عموما ؟ 

هناك عمل للطفولة كتبه سمو الشاعر الأمير عبدالله الفيصل سوف اقدمه قريبا ان شاء الله 

  • كلمة اخيرة ..

تكلمنا انفا عن البعد و الجفاء المصطنع الحاصل بين الفنانين و انه يجب ان يزول و نحن الان مطلوب منا ان نكون متكاتفين ولا سيما ان الجهاز الحكومي الان اعطانا الثقة كون اننا نعمل عمل نثبت فيه اننا أناس متكافئون و انه يجب ان يكون لنا حقوق فلا نضيع ذلك باستهتارنا و بأنانينا .. 

اما الجمهور .. فأرجو ان لا يأخذ دائما بما يقال او يشاع عادة او بالاشياء التي تسيء الى الفنانين و بينهم ..